حب بالثلاث

| | | 0تعليقات


غيرته الشديدة عليها لم تكن لسوء خلق منها ، أو زيغ بصر بدر منها ، إنما هو لطبع مستوطن فيه ويراه في كل الخلائق.
يرى نفسه ذكيا لماحا فطنا وهو كذلك ، ولكن صفوه مكدر بالوساوس، وليله هواجس ونهاره وجوم شاحب. لا يجد متعة في الرفقة العلنية كبقية الأزواج؛ فتراه يسحب زوجته إليه كلما رأى قادما ولو بعيدا ولو لم يقاطع مسارهما، إن أكلا فهي تراها مطرقة وهو تراه يتفحص الناظرين ، ولا يعم السلام روحيهما إلا إذا تركا العالم أجمع خلف باب شقتهما.
في بداية ارتباطهما توترت كثيرا حين علمت أنه ظل يرقب تحركاتها لأكثر من عام كامل ولم يمنحها اسمه إلا بعد التأكد من نقاء صحيفتها. بثت والدتها قلقها هذا ولكن الأم- ككل أم – باركت هذه الشكوك وأسمتها غيرة ورجولة، ووجهت قلب ابنتها أن يحتفي بنجاحها في اختباراته، هذا عدا ماله ووجاهته وهو ما يشفع له كل نقيصة.
وطنت نفسها أن تتقبله غيورا وهي محظوظة ، ولكل ضريبته.
ما يسمى في عالم المقتنيات الحديثة بالأرقام أو البصمة السرية هو عندها مرفوع عنه الحجاب ؛ لم يبخل عليها بأي إصدار حديث ولكنه كمن يعيرها إياه إلى أجل مسمى .
قائمة أرقامها .. كل أرقامه ورقم والدتها وما تبقى هو للدكتورة النسائية والشرطة والإسعاف؛ فهو يخاف عليها !!!!
حياتها منذ أن تفتح عينيها وحتى تغفو مرسومة بعناية ؛ وهي تعودت – أو هكذا خيل لها -.
ترى من زوجها رفقا جميلا ومجاملات فوق الحد مع النادلات أو البائعات أو حتى المارات ، لا تسمع حديثا ولكن ترى حركات وإشارات الإعجاب أو الامتنان أو عروض المساعدة المجانية . مجادلته أو إبداء التحفظ قد تجلب لها الغضب الذي لا تطيقه ؛ هجر وصمت وغضب لا يمحه سوى رغبته في وطئها.
أيامها تكاد تخلو من أنيس ، وعالمها الافتراضي تحت رحمة رقيب الواقع ؛ وتبقى لها فقط قنوات الأفلام المشفرة التي لم ير بأسا أن تشاهدها.
تأسرها الحكايات والمسلسلات ذوات المئة حلقة ودورة الفراغ المشوق حول معضلة واحدة .. تجد أغلب يومها قد انتهى ولما تنته القصة .
قرر – هو – وبعد عام آخر أن تحبل زوجته ، وكأنه يعلن بذلك استحقاقها من بعد تجربة أن تحمل لقب أم أولاده . فمنع عنها الحبوب المانعة وكثف من نشاطه قبل العمل وبعده وقبل نومه ؛ حتى لكرهت قربه .. تحول معها إلى آلة حرث وبذر وسقي ؛ بلا أدنى مراعاة في أي موسم هو .
استمر على هذا الحال أياما طوال ؛ ولما رفض جسدها تقبل أي من زرعه ، غضب وطلب منها مراجعة نفسها عند الدكتورة النسائية .
لم تجادل ؛ فرصة جميلة للهروب منه ..
شرحت لها الدكتورة بأن الحمل هو استعداد نفسي أولا ورغبة ثانيا و توقيت مناسب ثالثا .. وقبل كل هذا التأكد من صلاحية الزوج للانجاب ؛ صعقت الزوجة لهذا التصريح الخطير وقررت أن تكتفي بالتحليلات الثلاث مؤثرة السلامة .
ساعدت زوجها في تحديد مواعيد الاباضة ومعها الوطأ ؛ وكم تحولت هذه الأوقات إلى مثل العقاب لها وله أيضا.
ما بها السيدة عصية عن الحمل ؟ هل هي عقيم أم تلك الحبوب سدت المنافذ علينا؟ شهر آخر وسأتصرف بعدها.
ومرت أشهر ، وهو يعيدها إلى الدكتورة النسائية كل أسبوعين مرة لمعرفة توقيت الاباضة وأخرى لتحليل الدم بحثا عن هرمون الحمل . فيفلح في معرفة الأولى وتصفعه النتائج في الثانية.

خفف كثيرا من جرعة مراقبته لها بعد أن تحول تفكيره إلى مراقبة بطنها ؛ وفي الموعد الطبي المعتاد أنزلها عند بوابة العيادة وترك لها مبلغا مضاعفا للعودة بسيارة أجرة ، فلديه من المشاغل العالقة ما يعيقه عن العودة إليها.
أخذت رقما من الماكينة وجلست مع المنتظرات ، أتتها الممرضة بعد دقائق تعلمها بغياب الدكتورة وأن من ينوبها دكتور .. رجل .
التفتت نحو الباب وكأنها تتأكد من عدم سماع زوجها لهذا الخبر. . ولكنها قررت الكشف كالمعتاد.
نظارته الطبية وسماعة القلب وطوله وجسمه الصحي والرياضي والنظافة الفطرية التي تنبعث من مسام جلده … أبهرتها . لا ، بل أذهلها أن تكون مع رجل غريب في غرفة واحدة .
سألها مم تشكو وهو يقلب صفحات ملفها الطبي ، قالت :
– ألم في ساقي ، أشك أني مصابة بالدوالي
– سأفحصك ؛ وماذا عن موضوع الحمل ؛ هل هناك متاعب لديك …
وقبل أن يكمل تلخيصه لما قرأ من ملفها ؛ قالت :
– لا لا لن يكون هناك حمل، زوجي عقيم .
ولم تسمح له بالمزيد من النقاش،، ارتمت على سرير الفحص ومدت ساقيها ورفعت العباءة عنها حتى فخذيها .. وهي تراقبه .
مرر أصابعه على ساقيها باحثا عن عروق نافرة، فتأوهت راغبة ، توقف وهو يسعل حرجا .
قالت له :
– اكمل الكشف عني ..
فقال مرتابا :
– أنا أخصائي أمراض نسائية باطنية ، يمكنك الفحص عند أخصائي الجلدية لمعاينة مشكلتك .
تمنعه زادها إصرارا؛ فهي لا تصادف رجلا لوحدها كل يوم ولا حتى كل سنة ..
– عندي تليفات في الرحم وهي تؤلمني عند كل ممارسة جنسية .. وضغطت على مخارج حروف الكلمة الأخيرة.
والطبيب على ثباته وتجاهله ،،
– سأجري لك فحص تلفزيوني
وقرب منها الجهاز وطلب منها التخفف من ملابسها في منطقة أسفل البطن، فتحت أزرار العباءة ورفعت القميص الداخلي عن سروالها القصير وسلمت بطنها له ..
وضع مادة لزجة فوق منطقة الرحم وأخذ يمرر مكبس الجهاز وبصره مركز على ما تعكسه الشاشة ؛ وهي عما يفعل لاهية به ؛ ومأخوذة الأنفاس بخلوتها معه .
– سيدتي لم يظهر أي شيء ؛ رحمك يبدو سليما
– إذن لماذا يؤلمني كلما اخترقني
هنا توقف عن التجاهل ونظر إليها بريبة واضحة :
– هل أنت بخير سيدتي
– وأنت ؟
ورمت العباءة بكاملها وتطايرت أزرار القميص ؛ وكشفت له عن مكنونات تصويرها البديع .
هنا ، وضع نظارته الطبية جانبا ، وستر نفسه معها بستارة الكشف وقرر بلا رجعة .. أن يفحص رحمها بنفسه.

عادت إلى بيتها بعد ساعة ، وفي يدها موعد قادم قريب وفي جيب عباءتها الداخلي تأكدت من وجود … علبة حبوب منع الحمل .


هل أعجبك الموضوع ؟

مواضيع مشابهة :

ضع تعليقا

جميع الحقوق محفوظة ©2013